تركيا تعود إلى حياتها الطبيعية
تاريخ آخر تحديث: 2023-07-27
+
حجم الخط
-
0
10311
بعد إغلاق دام نحو قرابة شهرين تنفض تركيا غبار حجرها الصحي وتعود إلى حياتها الطبيعية، بلحظات تتسم بالنشاط والحيوية وفق خطط مدروسة ومرسومة بأيدي أمهر الأطباء والعلماء وخبراء الاجتماع والاقتصاد ومحصنة بالحذر التام وبإجراءات وقائية تكاد تصبح جزء من حياتها الطبيعية وكأن لسان حال الأتراك يقول لا نريد العودة إلى 11 مارس / آذار الماضي،
خرج الرئيس التركي إلى الإعلام ليعلن عن خطة تدريجية لعودة الحياة إلى طبيعتها اعتباراً من 1 يونيو شملت ما يلي:
• رفع قيود السفر بين الولايات والمدن شريطة الحصول على شيفرة صحية (وهي عبارة عن باركود يتم الحصول عليه من تطبيق Hayat Eve Sığar الذي أطلقته وزارة الصحة التركية) وقد شهد مطار إسطنبول الدولي أول رحلة طيران داخلية من إسطنبول إلى أنقرة شارك فيها وزير المواصلات والبنى التحتية.
• افتتاح المقاهي والمطاعم ومحلات الحلويات وحدائق الشاي لغاية الساعة العاشرة ليلاً.
• افتتاح الأسواق التجارية بشكل تديجي
• افتتاح المسابح و منتجعات المياه الحارة العلاجية .
• عودة مدارس تعليم القيادة ومثيلاتها إلى العمل.
• افتتاح رياض الأطفال النهارية.
• تخفيف قيود حظر التجول عن كبار السن والأطفال والمراهقين.
• رفع القيود عن السياحة البحرية وصيد الأسماك والنقل.
مما لا شك به أن جائحة كورونا كانت ومازالت اختبارا صعباً لجميع الأنظمة والمجتمعات في مختلف أنحاء العالم، منها من فشل في ذلك ومنها من نجح، لكن مما لا شك فيه أن تركيا نجحت في الحد من انتشار الوباء والسيطرة عليه وتحويل المحنة إلى منحة، في حين فشلت أقوى أنظمة العالم وأكثرها تطوراً وتقدماً، ويبقى السؤال ما هي معادلة النجاح التركي؟!!!
المعادلة كانت ببساطة نظام صحي متطور يقدم أجود الخدمات دون التمييز بين فقير وغني، جيش طبي متفان، إدارة حكيمة، واقتصاد قوي إضافة إلى وعي شعبي، وبامتزاج هذه العوامل جميعها ظهرت معادلة النجاح التركي في مواجهة أخطر جائحة تضرب العالم بعد الحرب العالمية الثانية وإليكم التفاصيل:
مع اللحظات الأولى لظهور أولى الحالات المرضية في تركيا بادرت الحكومة التركية في إجراءات الإغلاق و أعلنت التعبئة العامة لجيشها الطبي البالغ تعداده 110.000 طبيب وممرض وموظف مدني، ووضعت جميع المشافي والمراكز الطبية تحت الخدمة على مدار الساعة ،
فرضت حجراً صحياً على جميع المرضى العائدين إلى تركيا من الخارج في أماكن مخصصة تم توفير جميع احتياجات اللازمة فيها للمقيمين،
ثم شكلت الحكومة التركية هيئة علمية طبية لإدارة الأزمة و متابعة جميع التطورات و تقديم التوصيات اللازمة ، ثم قامت الحكومة التركية بإدارة الأزمة بشفافية عالية موضحة للشعب أدق التفاصيل عن تطورات انتشار الوباء ،واضعة الشعب أمام مسؤولياته.
ثم قامت بخصيص كامل ميزانية البحث العلمي المخصصة لعام 2020 لإيجاد علاج ولقاح للوباء ، وفرت الحكومة التركية أكثر من 50 ألف فحص يومي مجاني في عموم تركيا للكشف عن الإصابات.
و من ناحية فرضت إغلاق للمطارات والمرافق الاجتماعية و دور العبادة المطاعم و المقاهي والنوادي و صالات السينما و الجامعات والمدارس، كما فرضت حظراً للتجول في نهاية الأسبوع تراوح بين يومين و 4 أيام ، مع توفير كامل المستلزمات الحياتية للشعب ، مع ضبط للأسواق بهدف حماية المنتجين و المستهلكين على حد سواء ، قابل الشعب التركي هذه القرارات بإلتزام تام و الوعي الكامل.
أطلقت وزارة التربية خدمة التعليم عن بعد شملت الجامعات و المدارس .
إضافة إلى قطاعها الصحي القوي ، و المتطور و الذي يتفوق على القطاعات الصحية في الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية و ألمانيا ،
أطلقت الحكومة التركية مشروع لبناء مشفيين يتسع كل منهما لـ 1008 غرف قابلة للتحول إلى غرف عناية مشددة بشكل آلي ، تم بناؤهما و افتتاحهما خلال 45 يوم.
كما تم إفتتاح أكبر مجمع طبي في أوروبا "مشفى تشام و ساكورا" في منطقة باشاك شهير في مدينة إسطنبول ، و الذي يضم 8 مشافي بإختصاصات مختلفة،
كما تم إفتتاح مشفى المدينة في منطقة جوزتله في القسم الآسيوي من مدينة إسطنبول، و أعيد ترميم المشفى العسكري في منطقة هادم كوي في إسطنبول ، الذي بناه السلطان عبد الحميد الثاني .
أما على صعيد التكنولوجيا الطبية الوطنية فقد قامت تركيا بتصنيع 3.626 جهاز تنفس طبي بإمكانات محلية وخبرات وطنية صدرت 1000 جهاز منها إلى مختلف دول العالم.
كما أطلقت الحكومة التركية حزمة دعم اقتصادي بلغت 250 مليار ليرة تركية، لدعم الاقتصاد التركي والشركات والعاملين وعموم الأسر المتضررة من الإغلاق.
إن بنى التحتية المتطورة للاتصالات ومجموعة الأقمار الصناعية التي تمتلكها تركيا وفرت إمكانية العمل عن بعد للشركات مما سمح باستمرار عجلة الإنتاج والتصدير.
كما أطلقت الحكومة التركية حملة دعت المواطنين فيها إلى المؤازرة والتكافل الاجتماعي فيما بينهم، فكانت النتائج مرضية حيث قاربت قيمة التبرعات ملياري ليرة تركية (قرابة 295.000.000 دولار أمريكي).
في القطاع العقار أطلقت الحكومة التركية بوابة السجل العقاري الإلكترونية Webtapu، مما أتاح إمكانية تنفيذ المعاملات العقارية عن بعد، دون الحاجة إلى زيارة تركيا لإتمام إجراءات نقل ملكية العقار،
وبعد هذه الإجراءات جاءت النتائج مذهلة، تجاوزت نسبة المتعافين 83 % من إجمالي عدد الإصابات، وانخفاض نسبة الإصابات اليومية إلى ما دون 900 إصابة يوميا وتجاوز عدد المتعافين 1000 شخص يومياً، أي أن المرض أصبح تحت السيطرة مما دفع بوزير الصحة التركي " فخر الدين كوجه" إلى التصريح بأن تركيا لم تعد تنتظر أي موجة جديدة من الوباء، في حين أن أكثر الدول تقدماً وتطوراً مازالت ترزح تحت وطئه الجائحة، وتعاني نقص المعدات، وغرف العناية المشددة.
خلال الربع الأول من عام 2020 سجلت أقوى اقتصادات مجموعة الـ 20 انكماشا في اقتصاداتها بلغ في ألمانيا 2.3 % وفي فرنسا 5.4 %، لكن الاقتصاد التركي سجل نمواً بنسبة 4.5 % متقدماً على الاقتصاد الأمريكي والدانماركي.
وقد سجلت الناتج المحلي الإجمالي التركي نمواً بنسبة 16.2 % خلال الربع الأول من عام 2020 بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي 2019. حتى أن أسعار العقارات في مدينة إسطنبول سجلت زيادات تراوحت بين 2 – 26 %.
فخرج وزير الخزانة والمالية التركي " بيرآت البيرق " ليقول إن النصف الثاني من هذا العام سيشهد تعافي الاقتصاد التركي وذلك بسبب السياسات التي طبقتها وزارة المالية والبنك المركزي خلال الأزمة كورونا.
وهذا ما أكدته رئيسة صندوق النقد الدولي "كريستينا جورجيفا " عندما قالت إن الاقتصاد التركي يكون من أسرع اقتصادات العالم تعافياً من تبعات جائحة كورونا.
ولعل من أكثر من دل على قوة الدولة التركية أثناء إدارة الأزمة، إرسالها المساعدات الطبية لأكثر من 100 دولة حول العالم وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي مازالت تأنّ تحت وطئه الفيروس.
مما أضافته هذه الأزمة أنها كشفت عن المعايير و القيم الأخلاقية التي تدير بها الحكومات و الأنظمة العالم ، ففي حين شهدنا وفاة مسنين في دور العجزة في أوربا دون أي مداخلة من الحكومات أو أنظمتها الصحية حتى لإجراءات الدفن ، كان اساطيل طيران الطبي و الشحن العسكري التركي تجوب سماء العالم من بحر الصين شرقاً و حتى أمريكا اللاتينية غرباً و أقصى الشمال الإسكندنافي شمالاً حتى أقصى الجنوب الإفريقي لنقل المصابين الأتراك و حتى غير الأتراك لتلقي العلاج في تركيا أو نقل المساعدات الطبية للدول التي تعاني من الجائحة وهنا بدأ التساؤل ماذا يعني أن تكون مواطناً تركيا ؟!! ....
ثم شكلت الحكومة التركية هيئة علمية طبية لإدارة الأزمة و متابعة جميع التطورات و تقديم التوصيات اللازمة ، ثم قامت الحكومة التركية بإدارة الأزمة بشفافية عالية موضحة للشعب أدق التفاصيل عن تطورات انتشار الوباء ،واضعة الشعب أمام مسؤولياته.
ثم قامت بخصيص كامل ميزانية البحث العلمي المخصصة لعام 2020 لإيجاد علاج ولقاح للوباء ، وفرت الحكومة التركية أكثر من 50 ألف فحص يومي مجاني في عموم تركيا للكشف عن الإصابات.
و من ناحية فرضت إغلاق للمطارات والمرافق الاجتماعية و دور العبادة المطاعم و المقاهي والنوادي و صالات السينما و الجامعات والمدارس، كما فرضت حظراً للتجول في نهاية الأسبوع تراوح بين يومين و 4 أيام ، مع توفير كامل المستلزمات الحياتية للشعب ، مع ضبط للأسواق بهدف حماية المنتجين و المستهلكين على حد سواء ، قابل الشعب التركي هذه القرارات بإلتزام تام و الوعي الكامل.
أطلقت وزارة التربية خدمة التعليم عن بعد شملت الجامعات و المدارس .
إضافة إلى قطاعها الصحي القوي ، و المتطور و الذي يتفوق على القطاعات الصحية في الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية و ألمانيا ،
أطلقت الحكومة التركية مشروع لبناء مشفيين يتسع كل منهما لـ 1008 غرف قابلة للتحول إلى غرف عناية مشددة بشكل آلي ، تم بناؤهما و افتتاحهما خلال 45 يوم.
كما تم إفتتاح أكبر مجمع طبي في أوروبا "مشفى تشام و ساكورا" في منطقة باشاك شهير في مدينة إسطنبول ، و الذي يضم 8 مشافي بإختصاصات مختلفة،
كما تم إفتتاح مشفى المدينة في منطقة جوزتله في القسم الآسيوي من مدينة إسطنبول، و أعيد ترميم المشفى العسكري في منطقة هادم كوي في إسطنبول ، الذي بناه السلطان عبد الحميد الثاني .
أما على صعيد التكنولوجيا الطبية الوطنية فقد قامت تركيا بتصنيع 3.626 جهاز تنفس طبي بإمكانات محلية وخبرات وطنية صدرت 1000 جهاز منها إلى مختلف دول العالم.
كما أطلقت الحكومة التركية حزمة دعم اقتصادي بلغت 250 مليار ليرة تركية، لدعم الاقتصاد التركي والشركات والعاملين وعموم الأسر المتضررة من الإغلاق.
إن بنى التحتية المتطورة للاتصالات ومجموعة الأقمار الصناعية التي تمتلكها تركيا وفرت إمكانية العمل عن بعد للشركات مما سمح باستمرار عجلة الإنتاج والتصدير.
كما أطلقت الحكومة التركية حملة دعت المواطنين فيها إلى المؤازرة والتكافل الاجتماعي فيما بينهم، فكانت النتائج مرضية حيث قاربت قيمة التبرعات ملياري ليرة تركية (قرابة 295.000.000 دولار أمريكي).
في القطاع العقار أطلقت الحكومة التركية بوابة السجل العقاري الإلكترونية Webtapu، مما أتاح إمكانية تنفيذ المعاملات العقارية عن بعد، دون الحاجة إلى زيارة تركيا لإتمام إجراءات نقل ملكية العقار،
وبعد هذه الإجراءات جاءت النتائج مذهلة، تجاوزت نسبة المتعافين 83 % من إجمالي عدد الإصابات، وانخفاض نسبة الإصابات اليومية إلى ما دون 900 إصابة يوميا وتجاوز عدد المتعافين 1000 شخص يومياً، أي أن المرض أصبح تحت السيطرة مما دفع بوزير الصحة التركي " فخر الدين كوجه" إلى التصريح بأن تركيا لم تعد تنتظر أي موجة جديدة من الوباء، في حين أن أكثر الدول تقدماً وتطوراً مازالت ترزح تحت وطئه الجائحة، وتعاني نقص المعدات، وغرف العناية المشددة.
خلال الربع الأول من عام 2020 سجلت أقوى اقتصادات مجموعة الـ 20 انكماشا في اقتصاداتها بلغ في ألمانيا 2.3 % وفي فرنسا 5.4 %، لكن الاقتصاد التركي سجل نمواً بنسبة 4.5 % متقدماً على الاقتصاد الأمريكي والدانماركي.
وقد سجلت الناتج المحلي الإجمالي التركي نمواً بنسبة 16.2 % خلال الربع الأول من عام 2020 بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي 2019. حتى أن أسعار العقارات في مدينة إسطنبول سجلت زيادات تراوحت بين 2 – 26 %.
فخرج وزير الخزانة والمالية التركي " بيرآت البيرق " ليقول إن النصف الثاني من هذا العام سيشهد تعافي الاقتصاد التركي وذلك بسبب السياسات التي طبقتها وزارة المالية والبنك المركزي خلال الأزمة كورونا.
وهذا ما أكدته رئيسة صندوق النقد الدولي "كريستينا جورجيفا " عندما قالت إن الاقتصاد التركي يكون من أسرع اقتصادات العالم تعافياً من تبعات جائحة كورونا.
ولعل من أكثر من دل على قوة الدولة التركية أثناء إدارة الأزمة، إرسالها المساعدات الطبية لأكثر من 100 دولة حول العالم وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي مازالت تأنّ تحت وطئه الفيروس.
مما أضافته هذه الأزمة أنها كشفت عن المعايير و القيم الأخلاقية التي تدير بها الحكومات و الأنظمة العالم ، ففي حين شهدنا وفاة مسنين في دور العجزة في أوربا دون أي مداخلة من الحكومات أو أنظمتها الصحية حتى لإجراءات الدفن ، كان اساطيل طيران الطبي و الشحن العسكري التركي تجوب سماء العالم من بحر الصين شرقاً و حتى أمريكا اللاتينية غرباً و أقصى الشمال الإسكندنافي شمالاً حتى أقصى الجنوب الإفريقي لنقل المصابين الأتراك و حتى غير الأتراك لتلقي العلاج في تركيا أو نقل المساعدات الطبية للدول التي تعاني من الجائحة وهنا بدأ التساؤل ماذا يعني أن تكون مواطناً تركيا ؟!! ....