مدينة أزمير
أزمير حسناء بحر إيجة وأيقونة التسامح الديني
أزمير معقل العلمانية التركية, ومركز التجارة الدولية منذ آلاف السنين، تعرف بعروس بحر إيجة وتقع في أقصى غرب تركيا، كبرى الولايات التركية وعاصمة تركيا الآسيوية، تأتي في المرتبة الثالثة، من حيث عدد السكان، وتوحي المظاهر العامة في الولاية بمدى تأثرها بنمط الحياة الأوروبية، وبالمقابل تعتبر درة الأناضول وجهةً سياحية مفضلة للرحلات البحرية الأوروبية وسينظر لك بكثير من الود لوكنت تتقن الإنكليزية حيث ستعامل معاملة السائح الأوروبي، فأزمير ذات بيئة مرحِّبة بكل ما هو قادم من الغرب، إضافة إلى وجود تسع جامعات فيها منها جامعة خاصة بالاقتصاد، فالولاية تعج بآلاف الطلاب ورغم حيويتها إلا أنها مدينة الهدوء بامتياز.
أصل التسمية:
يعود تسمية المدينة إلى اللفظ اليوناني قديماً باسم "إز سميرنا"، إي إلى سميرنا وهو اسم المدينة في الحقبة الرومانية والذي بقي متداولا في اللغة الانكليزية ولغات العالم إلى أن اعتُمد اسم أزمير من قبل البرلمان التركي عام 1930ومن ثم تم اعتماده عالمياً.
أيقونة التسامح الديني:
تقول كتب التاريخ أن أزمير بقيت على مدار عقود من الزمن ساحة كر وفر بين البيزنطيين و السلاجقة الأتراك و الرومان، وتضيف المراجع أن سكان أزمير سارعوا لاعتناق المسيحية بعد ضم مدينتهم إلى الامبراطورية الرومانية عام 133 قبل الميلاد كرد فعل على الاضطهاد اليهودي في القرن الميلادي الأول، تاليا دخلها الاسلام بدخول السلاجقة الأتراك عام 1076، وحتى نهاية القرن الرابع عشر الميلادي بقيت أراضٍ تتنازع عليها السلطات الموجودة ففي عام 1389 ضمت المدينة للحكم العثماني ثم انتزعها المغول لسنوات إلى حين إعادة السيطرة عليها 1415 من قبل السلطان محمد الأول وخلال هذه الفترة كانت معقلاً لليهود الشرقيين في تركيا وبدأت هجراتهم المتعاقبة من إسبانيا إلى أزمير حتى العام 1492.اليوم تشاهد المعابد الأثرية الرومانية و اليونانية إضافة للكنائس والمساجد ترسم لوحة من التعددية والتعايش إذ يعتبر التسامح الديني قيمة عليا في هذه المدينة و جزءاً لا يتجزأ من ثقافتها.
الاستثمار:
تعتبر أزمير جنة للاستثمار، بدءاً من بيئتها المنفتحة على البحر وموقعها بداية طريق الحرير، وباعتبارها ثاني أسرع اقتصاد متنامي في العالم أجمع، ما وفر لها عوامل جذب عالمية يضاف إلى ذلك أربعة موانئ أساسية بينها ثاني أكبر ميناء في تركيا والميناء الأول للتصدير، وقد أدركت دول الشرق الأوسط ذلك فبدأت بتسيير رحلات جوية مباشرة من دول الخليج والشرق الأوسط إلى مطار أزمير الذي يتسع لـ 25 مليون مسافر سنوياً. يضاف إلى ذلك أن أزمير تنتج نصف الحديد والصلب من إجمالي الناتج التركي، ومؤخراً افتتحت الحكومة التركية الطريق السريع بين اسطنبول و أزمير، يربط منطقة إيجة بمرمرة وغرب المتوسط بمنطقة غربي الأناضول، ويختصر المسافة من اسطنبول إلى أزمير من تسع ساعات إلى ثلاث ساعات ونصف ما يعني تسريع نقل المنتجات الزراعية والصناعية أيضاً، والمزيد من فرص العمل، خاصة أن أزمير تتضمن مليون فدان من الأراضي الزراعية، وثلاثة عشر منطقة صناعية منظمة، معروفة بمساحاتها الواسعة وصناعاتها العالية الجودة.
أزمير مدينة الناس السعداء:
لكل من يود قضاء رحلة سياحية في تركيا، عليه أن يخصص يوماً على الأقل لزيارة أزمير، بمجرد نزولك من المطار ستلاحظ السعة والهدوء وسيزول عنك الضغط الذي عايشته فيما لوكنت قادماً من اسطنبول، هنا كل شيء هادئ ومسالم ويتسع للجميع، لا اختناقات مرورية ولا أماكن محدودة و لا انتظار على الطابور.
أضف إلى ذلك اللوحات الطبيعية الأخاذة المكونة من مزيج البحر الأزرق مع المساحات الخضراء المتماهية مع رمال الشاطئ الذهبية، وستطالعك الأوابد التاريخية في كل مكان والمساجد القريبة من البحر، حيث بإمكان المصلي أداء الصلاة ثم قضاء جلسة تأمل بقرب الكوردون أو الكورنيش البحري.
ومن المعالم المهمة شارع قبرص شهداء لار في منطقة آلسن جاك الذي يضاهي شارع الاستقلال في اسطنبول ولا بد أن تأخذ رحلة بالتلفريك أو تزور منطقة كارشياكه بالعبّارة أو منطقة شيشمي الرائعة أو شيرنجا جميعها مناطق مبهرة قل نظيرها في الأناضول وستبهرك أزمير أيضاً برخص الأسعار مقارنة بإسطنبول.
مرحبا بكم في مدينة الناس السعداء، إذا كنتم ترغبون باستثمار مضمون وفي مدينة مريحة جداً، بعيداً عن ضغوط اسطنبول فقط اتركوا لنا أرقام التواصل ومرساة ستضع بين أيديكم كل ما تتمنون.