الجزائريون يستثمرون في تركيا
تاريخ آخر تحديث: 2023-07-27
+
حجم الخط
-
0
10107
الجزائريون يستثمرون في تركيا
لوحظ مؤخراً تزايد ملحوظ في إقبال الجزائريين على شراء العقارات في تركيا وقد وصل الإقبال على شراء العقارات بمعدل يصل ل 225% مما كان عليه سابقاً.
وهو معدل عالي بشكل ملحوظ إذ لا يمكن لنا أن نتجاهل حقيقة أن الجزائر قد باتت خلال عام 2019 تعتبر واحدة من أكثر عشرين دولة شراءً للعقارات في تركيا حيث حازت على المرتبة السابعة عشرة.
في ظل أزمة الدينار الجزائري كان لابد من إيجاد طريقة لتأمين أموالهم بمنأى عنه
إذ تكمن مشكلة دول الشرق الأوسط ومنطقة شمال إفريقيا في كون جميع قطاعاتها الاقتصادية معرضة للتأثر بسعر صرف العملات المحلية، مما دفع بعضاً من رجال الأعمال الجزائريين للعمل على إيجاد مهرب أكثر أماناً لأموالهم واستثماراتهم عسى أن يحافظوا عليها من التأثر بأي انهيار مستقبلي للعملة الجزائرية للمحلية.
فما كان منهم أولاً إلا التوجه إلى أوروبا، ووقع الاختيار على تركيا من قبل البعض نظراً لعوامل تتعلق بقرب خصائص المجتمع التركي من خصائص المجتمعات العربية، إضافة لتزايد أرقام الجاليات العربية في تركيا.
إضافة للسبب الأهم الذي هو أن أفضل أشكال الاستثمار في تركيا هو الاستثمار العقاري بحد ذاته والذي يصنف كملجأ آمن لأعداد ضخمة من الاستثمارات الأجنبية التي ترد لتركيا سنوياً.
حالة الركود التي تخيم ع لى أسواق العقارات في الجزائر
معظم دول شمال إفريقيا لا تولي اهتماماً كبيراً بمجال الاستثمارات العقارية ويضاف لذلك عدم وجود حوافز تعزز من التقدم في هذا القطاع الاقتصادي الهام كما أن الجزائر بحد ذاته قد تعرضت للإصابة بركود في سوق العقارات فيها منذ ما يقارب السبع سنوات تبعاً لتقرير صحيفة جزائرية.
مما أدى لانتقال الاستثمارات العقارية بعيداً عن الوطن بحثاً عن سوق عقارات بديل يحتضنها.
فما كان لتركيا إلا أن تكون بديلاً بديهياً للجزائريين للجوء إليه فكانت الاستثمارات الجزائرية في سوق العقارات التركية تتزايد يوماً بعد يوم.
الإصلاحات التي طرأت على قانون العقارات في تركيا
يعد إلغاء المعاملة بالمثل بالنسبة للمستثمرين الأجانب واحداً من أفضل وأسلم القرارات التي تم اتخاذها من قبل تركيا فهي من خلال ذلك فتحت الأبواب أمام الاستثمارات العقارية الجزائرية داخل تركيا بدءاً من تاريخ صدور هذا القرار في عام 2012.
ليتلوها تباعاً جميع التعديلات والإصلاحات الأخرى والتي كان أحدثها قانون للحصول على الجنسية التركية من خلال الاستثمار العقاري في تركيا وتخفيض الحد الأدنى المسموح للاستثمار الذي يسمح بالتقدم بطلب للحصول على الجنسية التركية إلى 400 ألف دولار.
فشكلت جملة هذه الإصلاحات انطباعات إيجابية وصلت للجزائريين والعديد من أبناء الجاليات العربية والإسلامية والإفريقية والأجنبية لتعمل كدافع لكل هؤلاء للعمل على زيادة استثماراتهم العقارية في تركيا.
الا ستثمارات العقارية تتجه نحو تركيا منتقلة من أوروبا
في بادئ الأمر كانت أنظار المستثمرين العقاريين الجزائريين متجهة بشكل أساسي نحو عدد من الدول الأوروبية يأتي على رأسها كل من إيطاليا وإسبانيا، وعلى وجه الخصوص مدينة أليكانتي في إسبانيا.
لكن في الفترة الأخيرة تظهر بيانات الهيئة التركية للإحصاء وجود ارتفاع ملحوظ بشدة في عدد حاملي الجنسية الجزائرية الذين يقومون بتملك عقارات في تركيا.
مما أدى لازدياد الاهتمام بالتعرف والاستفسار عن طبيعة العقارات في تركيا وفرص الاستثمار العقاري في تركيا حتى من قبل غير المشترين.
فقد أدت الأزمة المالية الإسبانية دوراً مؤثراً على كثير من الشركات العقارية في إسبانيا مسبباً إفلاسها في النهاية، مما دفع كثيراً من المستثمرين الجزائريين لتحويل وجهتهم الرئيسية من إسبانيا نحو تركيا.
وقد استفاد كبار التجار الجزائريين بشكل كبير من التسهيلات التي جاءت مرافقة لقوانين تملك العقارات في تركيا من قبل الأجانب.
كما تعمل عديد من الشركات العقارية في تركيا على استقطاب المزيد من المستثمرين الجزائريين عبر إيلاء اهتمام خاص بإيضاح جميع التفاصيل التي قد تكون مهمة لهم فيما يتعلق بموضوع أسعار العقارات في تركيا أو إجراءات تسجيل الطابو او ما يسمى بسند التمليك.
دون ان تتجاهل الحديث عن فرص الاستثمار المختلفة في العقارات التركية خاصة أن التوجه نحو شراء الشقق والبيوت غير مرتفع كثيراً من قبل الجزائريين إذ يحاول الكثير من سماسرة العقارات في تركيا العمل على جذب الجزائريين نحو مجال العقارات التجارية في تركيا.
دون ان تتجاهل الحديث عن فرص الاستثمار المختلفة في العقارات التركية خاصة أن التوجه نحو شراء الشقق والبيوت غير مرتفع كثيراً من قبل الجزائريين إذ يحاول الكثير من سماسرة العقارات في تركيا العمل على جذب الجزائريين نحو مجال العقارات التجارية في تركيا.
دور ال سياحة في تحقيق إلمام أكبر للجزائريين عن العقارات في تركيا
لا مجال لإنكار دور السياحة في تركيا في رفع وتغذية وتنمية الإقبال على شراء العقارات في تركيا إذ أن كثيراً من السياح الجزائريين يعتبرون المواسم السياحية في تركيا فرصة لا تعوض للتوسع في معرفتهم عن مقربة على العقارات في تركيا مضافاً لها القيام بجولات عقارية على عدد من المشاريع العقارية في تركيا وكذلك لجمع معلومات أكبر عن سوق العقارات في تركيا وفرص الاستثمار فيها، كما يقول الخبراء أن تركيا تشكل جهة جذب مميزة لمئات من الجزائريين الذين لا يفوتون فرصة زيارتها في فصل الصيف.
ويعد سوق الألبسة التركية خاصة في مدينة إسطنبول أكثر الأسواق جذباً للسياح الجزائريين نحو تركيا مما سمح بانتشار العديد من المولات التجارية التي تهدف لجذب العرب والجزائريين منهم خاصة.
العمالة الجزائرية في تركيا رفعت الاستثمار الجزائري في تركيا
من أكثر ما عمل على تقديم تعريف للعقارات في تركيا ضمن المجتمعات الجزائرية هو وجود عمال جزائريين في أوساط وقطاعات السياحة والعقارات في تركيا مما سهل انتشار الإعلانات التركية لوسائل التواصل في الجزائر وصولاً حتى الإذاعات والصحف التي باتت لا تكف عن الحديث عن العقارات في تركيا.
ويعد توجه الجزائريين للاستثمار العقاري في تركيا نقطة البدء نحو تزايد مستمر في الاستثمار العقاري في تركيا من قبل دول شمال إفريقيا بعد أن أصبحت تركيا الوجهة الجديدة للاستثمار العقاري خلفاً لأوروبا.
تحرير فريق مرساة العقارية©