بيوت إسطنبول القديمة عنوان الأصالة
تاريخ آخر تحديث: 2023-07-27
+
حجم الخط
-
1
9201
منازل إسطنبول القديمة عنوان الأصالة
لا يمكن لنا أن نغفل عن ذكر مدينة إسطنبول عندما نتحدث عن العراقة والأصالة في تركيا، فهي مدينة خلابة بجزأيها الأوروبي والآسيوي تشغل مراكز ومعالم مهمة تكاد لا تتجزأ من تركيا.
إن مدينة إسطنبول عريقة من مختلف النواحي حيث أنها تضم أحياء ومناطق أثرية ومعالم تاريخية مهمة جنباً إلى جنب مع الأبنية الحديثة والمشاريع الضخمة المهولة لتكون إسطنبول بذلك مميزة من حيث أنها تجمع بين العراقة والحضارة بين القدم والحداثة فهي تتربع على قمة المدن الصامدة منذ الأزل والتي استطاعت الحفاظ على عراقتها بنفس الوقت التي تتطور فيه يوماً بعد يوم لتنافس أكبر المدن الأوروبية والغربية نداً لند.
ولا بد لنا عند الحديث عن إسطنبول أن نتكلم عن جزئها القديم العريق وما تمتلكه من مناطق تبدو هاربة من العصور القديمة وما زالت محتفظة بعراقتها ولمستها التاريخية.
منها منطقة إسكدار واحدة من ضواحي إسطنبول القديمة التي كانت و ما زالت منذ قديم الأزل نقطة وصل بين الأناضول في الشرق و بين بيزنظة في الجزء الغربي، لكن من نظرة واحدة على أسكدار تشاهد من خلالها المساجد القديمة و الشوارع
الملتوية صعوداً و نزولاً إضافة لتلك البيوت الخشبية القديمة فيها، ستعرف أنك في حضرة أكثر الأحياء الشعبية الأصيلة في المدينة العريقة المسماة بإسطنبول.
حافظت هذه المناطق على عراقتها عبر مرور الزمن وتطبعت بقيم وعادات وطبائع الشرق وبات لا يمكن فصل ما تطبعت به عنها حتى بمرور الوقت.
تعود نشأة أسكدار إلى تاريخ يقدر بالقرن السابع قبل الميلاد، أي حتى قبل تأسيس بيزنطة على الجزء المقابل من البوسفور بمدة لا تستهان من الزمن، ليسكنها بدايةً المستعمرون اليونانيون القدماء ليطلقوا عليها آن ذاك اسم سكوتاريون و الذي يمكن تفسيره من البيزنطية ليكون بمعنى الجلود المدبوغة، فالمدينة بحد ذاتها كانت مركزاً لدباغة الجلود المستعملة في صناعة دروع المحاربين، ليتم لاحقاً تحول الاسم إلى أكسودار أو إسكوتير.
كان ما يتم استعمال المنطقة كميناء ومحطة لبناء السفن، مما أدى لكونها نقطة انطلاق أساسية في الحروب بين الإغريق والفرس في ذلك الوقت، ومن ثم أصبحت أسكودار من ضواحي العاصمة البيزنطية وظلت تمتلك أهمية كبيرة طيلة فترة سيطرة
البيزنطيين وتأتي هذه الأهمية من كونها تشكل البوابة لمختلف الطرق التجارية مع قارة آسيا، كمان تشكل درعاً لحماية الدولة من أي جيش غازي قد يقدم من قارة آسيا.
البيزنطيين وتأتي هذه الأهمية من كونها تشكل البوابة لمختلف الطرق التجارية مع قارة آسيا، كمان تشكل درعاً لحماية الدولة من أي جيش غازي قد يقدم من قارة آسيا.
حصلت عدة محاولات من الجيوش العربية والإسلامية على الدخول لأسكودار في القرن الثامن ميلادياً مما أدى لتعرض المنطقة لدمار كبير ورغم ذلك لم تتوج هذه المحاولات بالنجاح.
وذلك حتى نجح السلطان العثماني أورهان غازي بجعلها تحت سيطرته مما جعلها أولى خطوات اقتراب المسلمين من أكبر الإمبراطوريات في ذلك الحين بعد أن أصبحوا بجوار القسطنطينية وقاموا بتغيير اسمها بعد أن استقروا فيها إلى اسم إسكي دار والذي يعني الدار القديمة.
وتبعاً لما كتبه الرحالة والمؤرخ التركي المدعو أوليا شلبي الذي عاصر القرن السابع عشر، فقد كانت أسكدار تتضمن كلاً من سبعين حياً للمسلمين ويقطن فيها بشكل غالب أشخاص من أصول أناضولية ويضاف لها أحد عشر حياً للمسيحيين الأرمن والروم، ولا نغفل عن ذكر الحي اليهودي الوحيد فيها آنذاك.
كما ويذكر أنها شغلت منصب المركز التجاري الرئيسي للتجارة وذلك لوقت إنشاء الخط الحديدي في نهاية القرن التاسع عشر، فقد عمد حينها التجار الإيرانيون والأرمن للالتقاء بقوافلهم في المدينة، ناهيك عن ذكر أنها كانت كذلك محطة توديع للحجاج المسافرين نحو مكة المكرمة بالترافق مع السرية التي كان السلطان يرسلها ومعها معونات وهدايا لإيصالها إلى أشراف الحجاز، وقد بقيت تلك المحطة محتفظةً باسمها حتى يومنا الحالي والتي تدعى باسم حرم دلالة على معنى الحرم المكي.
تشمل المنطقة مجموعة مم المعالم التاريخية العريقة من أكثرها شهرةً برج الفتاة الذي هو عبارة عن برج صغير في وسط البحر يقع عند المدخل الجنوبي لمضيف البوسفور، ويبعد مسافة تقارب المئتين من الأمتار عن ساحل أسكدار،
و يحكى روايات قديمة عن سبب بنائه تقول أن إمبراطوراً أحب ابنته كثيراً و قد حلم عنها ذات ليلة حلماً يقول أن أفعى ستؤذيها في يوم عيد ميلادها الثامن عشر و تكون سبباً في موتها، فما كان منه إلا أن يجد وسيلة لحماية ابنته من خلال إبعادها عن اليابسة إذ ردم جزءاً من مضيف البوسفور و أمر بإعمار برج لها في وسط البحر عسى أن يبعد عنها قد الإمكان أي أفعى ، إلا أن القدر المكتوب لا مفر منه فقد رغبت الفتاة بالعنب و أرسلت بطلبه من والدها و عند إرساله لها لسلة مليئة بالعنب ما كان عنده علم أن هنالك أفعى مختبئة ضمنها.
ولعل أول ما يلفت بصرك عند قربك بالسفينة وصولاً للحي القديم هو منظر جامع عتيق يحمل توقيع المعماري الشهير سنان الذي بني على يده العديد من جوامع إسطنبول والدولة العثمانية ويطلق على هذا الجامع العريق اسم مهرمة سلطان ابنة السلطان سليمان القانوي والذي يترجم من الفارسية ليحمل معنى الشمس والقمر.
يتميز هذا الحي أيضاً بتلون كل ما فيه من طرق وجدران ومنازل وأبواب ونوافذ ومقاه ومكتبات بألوان باهية تخطف الأنظار وكما ذكرنا فمنذ قديم الأزل كان هذا الحي يحوي على تنوع ديني ملحوظ ولا زال حتى الآن فأثناء تنقلك فيه ستشاهد الكنائس والجوامع والكنيس كلها بمحاذاة بعضها البعض.
عند تفسير اسم هذا الحي باللغة التركية نستنتج أنه يعني الغراب الصغير ويتم تفسير السر وراء هذه التسمية من قبل الرحالة التركي أوليا شلبي بأن الحي قد نال اسمه من رجل صالح كان يطلق عليه هذا اللقب وقد كان هذا الرجل يقطن الحي في عهد السلطان العثماني محمد الفاتح.
أما في العصر البيزنطي أطلق على منطقة أسكودار اسم هريسوكيراموس والذي يترجم إلى معنى البلاط الذهبي وتعود تلك التسمية إلى الكنيسة ذات السقف المذهب التي تقع في تلك المنطقة.
أما الجانب اليهودي من الحي فقد ظهر في القرن الخامس عشر عندما عمدت الدولة العثمانية إلى إيواء اليهود الهاربين من إسبانيا والبرتغال بعد أن سقطت الأندلس بين أيديهم، إذ سمحت لهم الدولة العثمانية بحرية اختيار مكان للإقامة فيه فعمدوا إلى اختيار حي بلاط وحي كوزكونجوك بشكل رئيسي، وكان لهم مطلق الحرية في ممارسة شعائرهم وبناء كنائسهم والتي ما زالت حتى يومنا هذا شاهدة على عراقة البناء القديم في مدينة إسطنبول العريقة بحد ذاتها
©تحرير فريق مرساة العقارية
مقالات ذات صلة :
الإقامة في تركيا عن طريق شراء عقار | شقق رخيصة للبيع في تركيا | أسعار العقار في تركيا | شراء عقار في تركيا
#مرساة_العقارية #شقق_تمليك #عقارات_اسطنبول
#مرساة_العقارية #شقق_تمليك #عقارات_اسطنبول